الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

نقاهَة ..


مرضت في آخر اسبوع من الإجازة
الأسبوع الذي كنت قد تميزت به عن زميلات دفعتي

كان مرضي رغم التعب
لن أقول مفيدا
لكن سأقول مدركا لمعنى الصحّة

كعادة المصدوم من المرض
جلست في قرف و إعياء
أنظر لأمي و أبي
و لحركتهم في الغرفة
كيف أني حتى غير قادرة على النهوض

كيف تفقد كل فيمتو ثانية ماهيتها
حين نفقد نحن الوعي او الادراك او الاتزان
كنت انام كثيرا كثيرا
كنت أنام لأنني لا اقدر  على اليقظة
لا اتمكن من الضحك
فقط اتمكن من البكاء

أبكي على كل شئ و على أي شئ

بكيت حين كنت اسمع التلفاز و عرضت سيدةٌ مشكلتها
بكيت قبلها
بكيت و انا في عيادة الطبيب بانهيار تام
أمام المرضى و امام أمّي

كانت الدموع تقف في حنجرتي
طرأت فكرة  الموت في عقلي كثيرا
و تساءلت كثيرا
هل سأستريح ان مت الآن
هل سأشفى

الإجابتان كبئرين غويطيّ السواد

اليوم
تمكنت من النهوض
خرجت للشرفة
حادثت صديقاتي فوق المعتاد !

تسلمت جدول دراستي
جلست امام الحاسوب إلى أن اوجعتني عيناي و جفّ فيهما الماء

وحدها نظرات امي و ابي
و ابتسامتهما
تصعد لله شكرا
و تهبط لي لتدفئ قلبي

أدركت بعد هذا المرض
الذي لا اعرف تشخيصه حتى الآن
ان الحياة .. يا كثير التململ
بكلمة كُنّ من ربك
ستفقد كنهها
فلا يصِل بك الحزن إلى هذه الدرجة .

اخرُج .